الرفيق الثائر.. الرفيق الحاكم
2016-11-28 | شريف الرفاعي
ثمة «فيدلان» اثنان في شخص كاسترو: الأول هو الثائر الذي ألهب مخيلة جيل كامل وتحول إلى رمز من رموز اليسار المقاوم للولايات المتحدة والرأسمالية، والثاني هو الحاكم المستبد الذي أطال البقاء في السلطة والذي عطّل عقول معجبيه طالما كان الأول محتلاً للخيال.
أحببت الأول ولا ازال. وستبقى خطبته في الأمم المتحدة التي قرأ فيها رسالة صديقه غيفارا الذي قرر أن يبقى وفيا لذاته وللثورة هاجراً السياسة وسراديبها، وثيقة تشهد على التناقض الكبير بين السلطة والثورة، وتعلن عن البون الشاسع الذي يفصل أحلام الثائر وواقع السياسي. وكان خيار كليهما واضحاً: أن يبقى التشي شاباً يحتل مكانه في الذاكرة، وأن يشيخ الثاني في الحكم مستبدلاً بزة الثوري برداء الحاكم. والواقع أن كاسترو لم يتوقف عن أن يكون مزيجاً غريباً من الاثنين، فلا هو ينطبق عليه تعريف الثائر ولا الحاكم.
ليس من العدل تقديس فيديل كاسترو. ليس من العدل أيضا شيطنته وتحميله وزر عالم يساري كامل لم يعرف كيف يجدد نفسه. وقد تكون غلطة اليسار الجوهرية هي عدم