أن نودّع
2017-01-04 | باسكال صوما
أن نودّع. يعني أن نشقّ باباً منفرداً في عالمٍ كبير ونطلّ منه إلى حفرة أخرى. يعني أن نخرج من جيب الوقت لبعض الوقت، وأن نقطّب أمانينا. يعني أن تتوقّف حافلة لتأخذ آخر الراحلين، ولا تتوقف بعدها. يعني أن ننام على وسادة وقد فقدنا وردة لتوّنا، ونحن قبل الآن ما كنّا نسقي الورد، وما كنّا ننظر إلى أيدينا الفارغة إلا من الورد.
انتهى العام تقريباً. انتهت «السفير» تقريباً. انتهى الكثير من الوقت والأنفاس والشجر والفصول والغيم المهاجر والحب والعلاقات والناس. هكذا تتساقط النهايات فوق رأسي في يومٍ واحدٍ، وهكذا تزدحم ذاكرتي بكلّ ذاك الألم، وأنا كنت أصلّي لأفقد الذاكرة. فاقدو الذاكرة أكبر المحظوظين ربما.
حين رحل الذي أحبّه، شعرت وأنا أقود سيارتي في طريق العودة أن الزمن فعلاً استدار وأدار لي ظهره. بعد ذلك تقدّم الوقت وعاد إليّ الملل وعادت الوحدة إلى غرفتي. ما نفع غرفتي لولا الوحدة؟
اليوم ترحل «السفير». وهذا ربما النص الأخير لي. لا أحد يملك القدرة على وداع جريدة. لا أحد. ما يُطلب مني في هذا الصباح مهمّة مستحيلة حقاً. لقد ودّعت ناساً كثراً. لكنّها المرة الأولى التي أودّع فيها جريدة