حسن نصّور
2016-12-29 | إبن خلدون: راهنية «علم العمران» وإشكالياته النظرية
ليس إبن خلدون (1932-1406) مفكرا يمكن بسهولة فهم إنتاجه بمعزل عن نشاطه العملانيّ في المجال السياسيّ في بيئة الغرب المسلم وأفريقيا الشمالية في النصف الثاني من القرن الرابع عشر. نتحدّث عن رجل سياسيّ من أسرة «نخبوية» كانت تشارك على نحو حثيث في المجرى العام للأحداث والتحولات السياسيّة والنزاعات بين الأسر الحاكمة في تلك الحقبة، بعد انفراط عقد الخلافة الموحّدية. رجل وصل به صيته ككاتب وسياسيّ إشكالي إلى مقابلة الفاتح المنغوليّ الشهير تيمورلنك على أبواب دمشق بطلب من الأخير في ما تورده المصادر.
في العموم، تفترق موقعيّة هذا المؤّرخ الإسلاميّ الكبير ضمن التاريخ المعرفيّ العام للحضارة الإسلامية عن سائر المفكرين والمؤرخين المسلمين. يتأسّس هذا الافتراق على جدّليةٍ لا تنفك تستولد إشكالاتها عند كل تعرّض لإنتاج ابن خلدون. ولا نقصد بالموقعيّة مستويات الربط الزمانيّ/ المكانيّ بين المنتج وعصره فحسب، بل نقصد تلك الموقعيّة التي تقيم مؤلَف ابن خلدون الأشهر في قلب الإشكاليات المعرفية الغربية منذ القرن التاسع عشر وصولا إلى الراهن. وهي إشكاليات تتصل، أساسا بمسألة الحقول العلمية