السفير الثقافيمحمد ناصر الدين
2016-12-30 | جريدة بأزمان كثيرة
نادي كان في عنا ساحة نلعب فيها من زمان، ونادي كانت حول بيوتن حلوة أشجار الرمان»..
يعيدنا هذا المقطع من أغنية أحمد قعبور إلى زمن بعيد، زمن المتاريس في الثمانينيات، في منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت. لم تكن كتل الإسمنت قد اجتاحتها بعد، عشت طفولة ريفية بامتياز في البستان خلف البناية، الذي كنا نطلق عليه اسم «عودة الخليل». جدران مدخل البناية كان شاهداً على كل الأحزاب التي مرّت على هذه البقعة المشاغبة من منظمة التحرير الفلسطينية، الى منظمة العمل الشيوعي، فتيان علي، كتائب الحسين الانتحارية، منظمة ابو العباس، صور شهداء مجزرة حومين الذين «أعدموا بالرصاص من الخلف»، كما يقول الملصق المتخم بالروح الخمينية، لكن صورة وحيدة كانت بمثابة الأيقونة التي تحرس البناية وهي صورة عباس سلمان الشهيرة للأم وولدها والتذكرة اللبنانية القديمة، ديك السفير الليموني و «صوت الذين لا صوت لهم».
بدأت علاقتي بـ «السفير» من هذه الصورة التي كانت تستقبلني ذهاباً واياباً عند المدخل، ومن ذكرى شديدة الخصوصية: كنّا نصنع «الكلاشينات» الخشبية تيمّناً بمقاتلي