نعيش الآن، كشباب، في فترة حزينة. الحرب تحاصرنا من جميع الاتجاهات، ولا شيء يوحي بأن المستقبل سيكون أفضل. تصلنا الأحداث المرعبة بشكل فوري، إلى الحد الذي جعلنا نعتاد عليها. ومن دون أن نكون قد عشنا الحرب، بالضرورة، شاهدنا جميعاً رجلاً يُقطع رأسه، وآخر يُحرق، امرأة تبكي على جثّة ابنها، وشخص يطعن بالسكين. لنعزّز غضبنا، ولنضع فيه كل المشاعر اللازمة، نقول لأنفسنا، إن هذه المآسي التي تحصل بالقرب منّا، من الممكن أن تحصل معنا. لكنّها لم تقع معنا بالفعل. زمننا لا يثير الضحك. هو وقت يتمددّ فيه الأمر الطارئ، فيصير واقعاً مستداماً، مع كل العبثية التي يستدعيها هذا الوضع. كيف يمكننا مواجهة كل صور الموت هذه، ونحن نعرف أنّنا مهما استنكرنا الموت في لحظاته المفاجئة، سنستمر بالعيش وستأتينا صور أخرى له؟ ليس لدينا الكثير لنقوله. هذا واضح. صحفنا لا تبيع، رغم أن الكثير يُكتب فيها، لكنّها أمام الحقيقة التي نعيشها لا تقول شيئاً للناس، الذين يفضلون شراء السجائر بالقليل من المال الذي يتبقى لديهم. في هذا المحور، فكّرنا أنّ بإمكاننا التوقّف لبرهة، لنلقي، نظرة على هذا الهراء العام، على كل المستويات. فكرّنا أنّ علينا التوقّف قليلاً عن أن نكون جدّيين، وأن نكتب ما يشبه الحقيقة. هناك أمر ننسى أحياناً أن نتناوله: حقيقة ارتباكنا وعدم معرفتنا أين نمضي وكيف. ربما ليس الضحك أولوية الآن، وبالتأكيد لن نسخر ممّا يحدث. لا شيء يثير الضحك في رجل يُقطع رأسه أو امرأة تتعرض للضرب. لكن متنفسنا هو في أن نضحك من أنفسنا، ومن عدم قدرتنا على فهم العالم. ربّما يمكننا أخيراً من خلال الضحك أن نتشارك هذه الحقيقة: حياة نحاول أن نجد فيها، وسط كلّ هذا، طريقة لنستمع إلى الموسيقى، لنقع في الغرام، أو لنشرب فنجان قهوة. السخرية هي دواء لـ «انزياح» حيواتنا المستمرة في موازاة كل هذا الموت والظلم والخوف. وفي مواجهة المحللين الذين يتفقون على أمر واحد: التأكيد على أن «الوضع معقد»، في كلّ مرّة نتساءل عن حلول ممكنة. يمكن للضحك ببساطته وتلقائيته أن يمنحنا القليل من الشجاعة، وأن يدمّر الآليات السائدة التي تعوّدنا عليها، لنقدر، ربّما، أن نقول شيئاً جديداً على قاعدة جديدة.
وهذه دعوة لكم، إن صدف ووقعت هذه الصفحات بين أيديكم (أو قرأتموها على الشاشة)، لأن تشاركوننا الكتابة أو الرسم أو التصوير، بالضحك وبالسخرية من أنفسنا ومن عجزنا عن فهم ما يجري من حولنا وكيفية عيشه.
فيي ملحق "شباب السفير" هذا الأسبوع ملف عن السخرية، فكّرنا أنّ بإمكاننا التوقّف فيه لبرهة، لنلقي نظرة على هذا الهراء العا...Posted by شباب السفير on Wednesday, July 22, 2015
تأخّر موعد السّفر. الحقائب الموضّبة ما عاد ينقصها شيء، سوى إقلاع الطّائرة إلى إيران، حلمه أن يكون مهندساً، صار حلمه هدفي أنا وزوجي،إنّه علي، والابن البكر، كنّا نجتزئ اليسير من ال
قضينا الأسبوع الماضي بالتفكير بما سننشره في عددنا الأخير، بعد قرار توقّف «السفير» عن الصدور نهاية العام. فكّرت، حالي كحال معظم من مرّوا هنا، ممّن بدؤوا قرّاءً للملحق قبل أن يصيروا كتّاباً فيه، أنّ هذا المكان منحني متعةً في فعل الكتابة لم أعتدها قبلاً