من أضواء زينة الأعياد التي تحوّل المدن إلى أماكن ساحرة، إلى عتمة السينما التي تنقلنا على مدى ساعةٍ أو ساعتين، إلى عالم خيالي كامل، وصولاً إلى الأدب الذي يصنع حياة من مجرد كلمات.
من كل ما سبق أحببنا أن نكون سحرة.
ما يلي ليس مستحيلاً. وإن كان يستحيل على الأموات أن يكتبوا لنا، ليخبرونا إن كانوا بخير، وكيف هو الوضع "هناك"، وإن كانت شخصيات الروايات والأفلام تختفي مع آخر صفحة من القصة أو مع الأضواء التي تعود لتكشف عن صالة السينما والواقع، فلا شيء يمنعنا من أن نمدّد قليلا هذا العالم الخيالي فنجعل منه خالداً بالفعل.
للكتاب الذين خلقوا هذه الشخصيات هدية خلود. وإن كانوا ظنوا، بينما يضعون النقطة الأخيرة، أنهم "أنهوا" قصصهم، فهم لم يحسبوا إذاً أن لها حياة أخرى لا دخل لهم فيها.. حياة ملك للقرّاء.
في هذا المحور الاستثنائي، يرمي السيد جوزف ك، بفصول "المحاكمة" لكافكا وراء ظهره. فيما يقرّر داميال الملاك في "أجنحة الرغبة"، التخلي عن طبيعته الإلهية ليصير إنساناً. أما ترومان بوربانك، فيحكي لنا عن حياته خارج تلفزيون الواقع الذي علق به، في "ترومان شو"..
في المحور أيضا، مارون الذي جاء من "الاعترافات"، ليروي لنا عن حروب بيروت الصغيرة. وبينما يقصّ علينا سانتياغو نصّار، من لحده، "وقائع موته المعلن"، يأتي الدكتور بردامو إلى لبنان بعد "رحلة إلى آخر الليل" زار فيها باريس ونيويورك. أما حسام فيحاول التحرّر من سطوة خالقه ربيع جابر في "شاي أسود". وفوق كّل هذه الشخصيات، يظهر الموت حاملاً "ختمه السابع"، ليحكي لنا كيف يقبض الأرواح.
أنتم مدعوون أيضاً، لخلق سرديّات مختلفة لشخصيات روائيةٍ أو سينمائية أخرى، ولتشاركوا معنا سحر حكاياتها الجديدة..