كنتَ مزهوّاً بشَرْكٍ جديد دبّرته، لتستكملَ سرد تفاصيله بعد حين، إذ أجهدَكَ التّمثيل والانتظار المضني وتوهّم الخيبة، فقرّرت أن تشكّل عبوراً افتراضيّا على هيئة انتصار يحمي أبّهتكَ أمام نفسك...
لم تكن ذكيّاً بما يكفي، كان عليك أن تُحسنَ أداء مختلف الأدوار، ليتسنّى لك تحقيق أعلى نسبة حضور في ذاكرة المشاهدين..
وكنتُ أُواريك، هكذا رتّبتُت " أنا " مراسم دفنك، منشغلةً عن خسارتك بردّ الثّرى.
وكان حريّاً بي أن لا أُقصّر في توجيب ميّت كان عزيز قومه...
تلوتُ فاتحة الغياب الأبدي، زيّنتُ قبرك بباقات من البكاء والرّثاء والتّوديع..
وغادرتك...
ما عادت ملامحُك الغادرة في ذاكرتي سوى جثّة تتسلّل منها رائحة السّقوط خفية بين حين وآخر، تطرق بالي...فيوصد الكبرياء المتشامخ في وجهها ألف باب، تاركةً ادّعاءاتك المفترضة تتوسّل مرجوّة عَوْدي...
وأعود لاستكمال السّرد، أتصفّح ذاك الصّدق الّذي تحسّسته مرّات فيك، أغفو على إيقاع صوتك، أستعيد تعاطفي الطّفوليّ، أُطيلُ احتضانَكَ علّني أُسكتُ ذاك الشوق المترامي فيك...
أتنبّه من غفوتي، أفتح جفنيّ، أجدُني شمساً تتوهّج بالأحلام الشّاهقة، بالأحداث التي تنتظر دورها بين أبّهة السّطور....أجدني مأزومة بإعادة تشكيل واقع افتراضي مثاليّ ....أفراده أشباه آلهة...تحيي رميمك..وتعيدك آدميّاً.....متألّهاً..... أحتويك في نبضي ...أيقونة وأحرص عليك... فوق النسيان، ذّاكرة....