تأسّست منظمة الشباب التقدّمي في العام 1970، وشاركت آنذاك في الكثير من الحراكات الشبابية والطالبية إضافةً إلى تلك الاجتماعية والاقتصادية. تعتبر المنظّمة مؤسّسة رافدة للحزب التقدمي الاشتراكي، تملك مكاتب في معظم المناطق اللبنانية، وتقيم انتخابات خاصة بها. وهي إطار شبابي منفصل عن مفوضيّة الشباب في الحزب.
يشرح المفوّض صالح حديفة الفارق بين المنظّمة ومفوّضية الشباب، إذ يعتبر الأولى مدخلاً للشباب الجامعي للتعرّف أكثر على العمل السياسي وفكر الحزب، وفي حال وجد نفسه مقتنعاً بالانخراط بالعمل الحزبي، ينتسب إلى الحزب.
يرى حديفة أنّ الأفق اليوم مسدود أمام العمل الشبابي في لبنان على عكس ما كان عليه في السنوات التي سبقت الحرب الأهلية. على الرغم من ذلك يشير إلى أنّ المنظمة تعمل اليوم على إطارين: الأوّل ملاحقة القضايا التي تهم الشباب والموطنين وتسليط الضوء على الفساد «الضارب في مؤسّسات الدولة»، حسب تعبيره، إضافةً إلى ملف الجامعة اللبنانية. أمّا الثاني فهو بناء قدرات وكوادر شبابيّة جديدة.
يحمل حديفة الخطاب نفسه الذي يحمله النائب وليد جنبلاط حول ضرورة إيجاد تسويات بين الأفرقاء السياسيين والحفاظ على التوازنات الطائفية في لبنان. من هنا يرحب بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. يقول: «إذا راجعت خطابات الحزب من العام 2009 إلى اليوم فستجد أنّه يدعو إلى إيجاد تسوية. بالتالي، من الطبيعي أن نرحّب بها عند حصولها». رغم ذلك لا يُنكر وجود مواقف وآراء متباينة، وهذا التمايز بين موقف القيادة والشباب موجود دائماً، وذلك عائد لهامش الحرية التي يتيحها الحزب لهم للتعبير عن أفكارهم وتطلّعاتهم. في الوقت نفسه يؤكّد أنّ الأغلبية كانت مع انتخاب عون للانتهاء من الشغور الذي استمر أكثر من عامين.
من جهة أخرى يرفض حديفة الجزم حول إمكانية إقامة الانتخابات النيابية في موعدها، معلّلاً ذلك بالقول: «بهيدا البلد ما فيك تتوقّع شي». لكنّه يؤكّد في الوقت نفسه أنّهم، كمنظّمة شبابية، مع إقامة الانتخابات في موعدها دون تأجيل، وبأيّ قانون كان، حتى لو كان قانون الستين، على الرغم «من أنّنا نراه قانوناً قديماً وغير عصري، ويجب تغييره».
يبرّر حديفة التوريث المنتظر لتيمور جنبلاط قيادة الحزب بأنّ ذلك «يحصل في الكثير من الأحزاب اللبنانية وآل جنبلاط لديهم زعامة تاريخية». يضيف: «تيمور جنبلاط شاب حزبي وبالتالي يحقّ له أن يترشّح لأي منصب يريده». من جهة أخرى لا يربط حديفة بين الدور السياسي المتزايد لتيمور وإمكانية وصول وجوهٍ شبابية جديدة إلى القيادة أو إلى مجلس النواب في الانتخابات المقبلة، يقول: «تاريخياً، دائماً ما فتحنا الباب أمام وصول الشباب إلى القيادة أو البرلمان. مثل حالة وائل أبو فاعور الذي أتى من المنظّمة، أو غازي العريضي من قبل». ويؤكّد أنّ الانتخابات الحزبية التي ستُقام الشهر المقبل ستشهد وصول شباب إلى مناصب قيادية».
أمّا حول الانتخابات في الجامعات الخاصة، فيعترف بأنّ التحالفات لا تُبنى على أساس قناعة سياسية، بل على أساس الربح والخسارة. يقول: «لا ينطبق هذا علينا وحدنا، بل على الجميع. وفور انتهاء الانتخابات لا يبقى أحد مهتمّاً بدور مجلس الطلّاب أو تنفيذ البرنامج الانتخابي». لهذا السبب، بحسب حديفة، أقامت المنظمة الأسبوع قبل الماضي ورشة عمل بالاشتراك مع الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات (LADE) للحديث عن دور مجلس الطلاب ووظيفته، ودعت إليها جميع القطاعات الشبابية في الأحزاب.
يشير حديفة إلى أنّ الانتخابات الطالبية يجب ألّا تبقى حكراً على الجامعات الخاصة، ويجب أن تعود إلى الجامعة اللبنانية التي انطلقت منها في الأساس. ويعتبر أنّ الدعوة لإقامة الانتخابات العام الماضي كانت «مقلباً» من رئاسة الجامعة. ويلفت النظر إلى أنّهم كانوا على تضاد مع الرئيس السابق عدنان السيد حسين. أما بالنسبة لهذا العام، فيؤكّد أنّهم طلبوا موعداً من الرئيس الجديد فادي أيوب لإقامة الانتخابات على أساس القانون النسبي المتّفق عليه، ولتباحث شؤون الجامعة من الهدر المالي وصولاً إلى الحالة المتهالكة للكثير من مباني الكليات. أمّا عن التحالفات في حال حصول الانتخابات فيرى أنّ «لكلّ فرعٍ حساباته والأمور متروكة إلى وقتها».