- يشيرون بسبابتهم في اتجاه معين ثم يخبرونك: عليك أن تسلك هذا الطريق، تقولها بصوت عال "هذا ليس طريقي لا يؤدى إلى أحلامي"، يلحون ثم يلحون بلا توقف- كصفارات إنذار مجنونة انطلقت بلا هدى - هذا هو الطريق الوحيد الصحيح، الجميع اختاره ولا يوجد غيره!
يوجد الآلاف الطرق لأحلامك، لا تستمع إليهم، وتكن مجرد آلة تنفذ ما يُقال لها، لا تصبح نسخة أخرى منهم، ، فهذا العقل الذى منحك الله إياه لم يخلَق ليقلد الآخرين بل ليختار طريقه في الحياة، لتكون له بصمته المختلفة عن غيره.
فـ" تشى جيفارا اللاتيني جاب أمريكا الجنوبية بدراجة لنشر الثورة بين الفقراء ولم يأبه لثروة عائلته، عبد الرحمن الداخل لم يخف بعد قتل أهله بنى أمية وأقام مملكة ضخمة في الأندلس في عمر الـ25، أما جاليليو الإيطالي فرفض المنطق الكنسي بعدم كروية الأرض حتى كادوا يُحرقوه، وفيودور دوستويفسكى كتب للفقراء متمردا على تقاليد عائلته الثرية حتى أصبح أشهر أدباء روسيا".
- لن يتوقفوا...
سيقولون لك لقد كبرت وحان الوقت للتخلي عن الحياة والأحلام التي تتمناها، فعليك" السير في عجلة الحياة حتى الممات" حتى يمكنك أن تعيش سويا. وبكل صدق وبراءة سيؤكدون لك أن أي محاولة منك ستكون فاشلة، وستخسر إذا خرجت عن النظام الذى وضعوه هم لا الله!
صدًق أو لا تصدق لا يوجد ما يسمى بعجلة الحياة، ففي الوقت الذى تلتزم فيه أنت بفكرة "عجلة الحياة"، هناك أناس يخترعون أشياء لصنع حياة أفضل لنا، هناك فنان يبتكر مقطوعة موسيقية جديدة لإسعاد أناس لا يعرفهم، هناك رواية أدبية تكٌتب قد تغير فكرة شخص عن الحياة، هناك عالم دين يقدم شرحا مبسطا لتعاليم الله قد تساعد على نشر السلام وعمارة الكون أكثر.
كما أنه لا يوجد وقت للتخلي عن الأحلام، ولا يوجد وقت محدد لتنفيذها، كن عاقلا ولا تستمع إليهم، الله لم يخلقنا لنظام معين، هناك من حصل على درجة الدكتوراه وهو في سن الـ65 في جامعة القاهرة، فقط لأنه يريد ذلك ورأيته يتسلم شهادته وسط أقاربه.
- ثم...
قد تفشل في تحقيق حلمك أو اختيارك لطريق مختلف، وقتها سينظرون إليك بعيون تفيض بالسخرية تارة والاستهزاء تارة أخرى، بل قد يتعمدون أن تشعر بالغربة والوحدة، ثم يهمسون في أذنك "الم نخبرك بكل هذا. ألا تريد العودة؟ ".
لا تعد أبدا، كي تنجح عليك التجربة مرارا وتكرارا، قد تسقط مئات المرات حتى تقف على قدمك، قد تسلك مختلف السبل الخاطئة حتى تصل إلى ما تريده، كن عاقلا ولا تستمع إلى مثل تلك الهمسات، فقط حاول وستجد أن الضحكة الأخيرة ستكون من نصيبك، هل رأيت يوما طفلا يتعلم المشي دون أن يقع أو يصطدم بشيء؟!
تذكر الأنبياء والعلماء الذين سلكوا طرقا غير مألوفة وفشلوا في بعض الأحيان حتى استطاعوا تغيير ما لم يستطع أحد على تغييره!
-لا تستمع إليهم...
فالحياة قصيرة، ولن تعيش إلا مرة واحدة، فلتمت وقد حققت ما تحلم به، ورأيت ما تشتهيه عينك، وملأت قلبك الصغير بأنغام هذا الكون الكبير، وتجارب أناسه، وحكايات تحكيها لأبنائك ثم أحفادك وأنت ثمل من السعادة بينما تبدو في أعينهم اللهفة والشغف للاستماع إليك.
لا تستمع إليهم. فتعش شبه ميت خائف من كلماتهم التي تشبه الحجارة، تكسر عظام أحلامك، وتقتلها بمطرقة التقاليد البالية والعادات، لم ينادى بها أي دين إلى الآن سوى الجاهلية.
استمع للحكمة الأمريكية بأن "الرحلة هي الكنز"، فبعد فترة قصيرة كانت أم طويلة، ستنجح إذا كنت صادق حقا في سعيك، وسيأتون إليك صاغرين بأعين دهشة، وأفواه مباركة مهللة، وستستمع إلى تصفيق عال يصم الآذان، ولكنه لن يكون صادرا عنهم، بل من قلبك، فقد كنت عاقلا من البداية فلم تستمع إليهم!