أغادرُ منزلي كلّ يوم اقصد ذلك المقهى في إحدى شوارع الحمرا
اجلس على طاولتي المعتادة، اطلب كوب من القهوة واخرج كتبي من تلك الحقيبة القماشية الملونة
أتأمل تلك الكتب متعجبة أنها الوحيدة التي بقيت لي من بين كل الذين أعرفهم لا بأس بذلك..
فهذه السنين اثبتت لي أنه ما من أحد يبقى لك سوى نفسك.
مجموعة من الأصدقاء جلسوا على الطاولة المقابلة لي، كانوا يتحدثون بصوت مرتفع عن يومهم، يخبرون همومهم
أخذني ذلك الموقف لبعض السنين السابقة، عندما كنت مثلهم تماماً ولكن، في مجتمعنا عندما تكون إنساناً مختلفاً عن تشابههم الدائم عندما تكون ذو فكرة و منطق يبتعدون عنك خشية اكتشافك جهلهم وسذاجتهم
ضحكت بيني وبين نفسي وقلت لهم: بعد سنة من الآن انتظروني على هذه الطاولة لتحدثوني عن خذلانكم.