اعتاد "مترو المدينة" كل شهر على تحديد موضوع، يُختار على أساسه 3 أو 4 أفلام، يُعرض واحدٌ منها كل نهار اثنين، عند الساعة السادسة والنصف مساءً.
موضوع هذا الشهر هو: "الجمال"، أما فيلم الأسبوع الثاني فهو، “Black Venus” للمخرج الفرنسي التونسي الأصل، عبد اللطيف كشيش.
عن الفيلم
أُنتج فيلم "فينوس السوداء" في العام 2010. حيث شارك في الدورة السابعة والستين من مهرجان البندقية، وحصل على إحدى الجوائز. يروي الفيلم، المنقول عن قصة واقعية، حكاية سارتجس بارتمان التي تركت قبيلتها في جنوب أفريقيا ورحلت إلى أوروبا، أملاً بالحصول على الثروة والعودة بعدها إلى وطنها. لكن مع وصولها إلى أوروبا، تتحوّل الشابة إلى "مسخٍ" للعرض في الكرنفالات اللندنية، ثم في صالونات الطبقة الأرستقراطية في باريس، قبل أن ينتهي بها الحال كبائعة جنس في بيت للدعارة.
بعد وفاتها بسبب التهابات رئوية وأمراض تناسلية، حُفظ دماغها وأعضاءها التناسلية من قبل علماء فرنسيين، لاعتقادهم أن "بارتمان"، أو "فينوس السوداء" كما عُرفت، هي الحلقة المفقودة بين الإنسان والقرد. اعتبر المخرج أن الفيلم يمثّل جزءًا من روح العصر الحديث، حيث ما تزال النظرات العنصرية والفوقية سائدة، وإن كان بدرجات متفاوتة.
كواليس
ظهرت فكرة الفيلم لأوّل مرّة في ذهن كشيش حين طالبت جنوب أفريقيا فرنسا بإعادة رفات "بارتمان". إذ بقيت رفاتها معروضة في متحف الإنسان في باريس، حتّى منتصف سبعينات القرن الماضي. أعيدت رفات "بارتمان" إلى جنوب أفريقيا في العام 2002، حيث دفنت في مسقط رأسها كيب- بروفنس.
تم اختيار الفرنسية ياهيما توريس، المولودة في العاصمة الكوبية هافانا، لتلعب دور "بارتمان/ فينوس" مصادفةً، أثناء سيرها في حي بلفيل الباريسي. وما زال دور "فينوس" الوحيد في مسيرتها الفنيّة، حتّى الآن.
عن المخرج
وُلد المخرج عبد اللطيف كشيش في العاصمة التونسية. قبل أن ينتقل مع عائلته، في سن السادسة، إلى مدينة نيس الفرنسية. تتميّز أفلام كشيش بطول مدتها. تبلغ مدّة فينوس السوداء مثلاً 160 دقيقة. كما يميل في أفلامه إلى اللّقطات الطويلة، المستمرّة دون قطع، واللقطات المقرّبة. إضافة لاعتماده في كثير من الأحيان على ممثلين هواة. نال ابن الـ54 عاماً، السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، العام الماضي، عن فيلمه "حياة آديل".
يعرض فيلم عبد اللطيف كشيش "فينوس السوداء" عند 6:30 من مساء يوم الاثنين 14 تموز - "مترو المدينة" (الدخول مجّاني)